جزيرة إيكاريا

هنا الحياة طيبة وصحية بكل ما في هذه الكلمة من معنى إلى حد أن المعمرين ممن تجاوزت أعمارهم المائة عام هم القاعدة وما دونهم هم الشواذ. وهنا يعيش الناس لأعمار أطول مما في أي مكان آخر على سطح الأرض. أما أشخاص من أمثال غريغوريس ساهاس الذي احتفل بعيد ميلاده التاسع والتسعين مؤخرا فانه يعد "قاصرا" بمقاييس أهل إيكاريا.

ويشير شاهد قبر في مقبرة بجوار قريته "مادريا" إلى أن صاحبته توفيت عن 116 عاما.

يعتبر احتفال جيراليان تاللي أكبر معمرة أميركية بعيد ميلادها الخامس عشر بعد المائة، حلما لمعظم البشر، بيد أنه ليس بعيد المنال بالنسبة لسكان جزيرة إيكاريا اليونانية والتي تمنح طبيعة الحياة فيها شعورا غامرا بالخلود.

فالجزيرة، الواقعة على بحر إيجه، حملت في العام 2009 لقب ”موطن المعمرين“ في العالم، لأن نسبة من يصلون إلى سن التسعين من سكانها تزيد بمعدل ضعفين ونصف عما هو عليه الحال في الولايات المتحدة الأميركية.

وتعتبر إيكاريا والتي تبلغ مساحتها ٢٥٥ كيلومتراً مربعاً، منطقة فريدة من نوعها. ويقول ثيا باريكوس، وهو أميركي المولد موطنه الأصلي ايكاريا، “ لا يشبه السكان في إيكاريا في المناطق الأخرى من العالم“.

ويضيف ثيا الذي عاد إلى الجزيرة شابا ”إنهم يتبعون طرازاً مختلفاً من العيش، وطريقة مغايرة في حياتهم“.

ويقطن جزيرة ايكاريا الجبلية قرابة 10 آلاف نسمة. وتنحدر من قمم جبالها طرق متعرجة تتجه نحومياه زرقاء، يمنح المكان جمالا أخاذا وشعورا غامرا بالخلود.